Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 19/Sep 15:44

اعادة عرض فيلم "Interstellar" بنسخ IMAX

اعادت صالات السينما البحرينية الى جانب العالم طرح فيلم الخيال العلمي والمغامرات للمخرج البقري كريستوفر نولان "Interstellar" بنسخ IMAX، بمناسبة مرور 10 سنوات على عرض الفيلم للمرة الأولى في دور العرض السينمائي. يُعد الفيلم أكثر من مجرد قصة خيال علمي عن الفضاء، فهو تحفة سينمائية وفلسفية تلامس أعمق مشاعر الإنسان.  الفيلم، الذي أُبدع في تقديم عالمه المتصاعد، يترك أثرًا لا يُنسى، خاصةً عند مشاهدة مرور الوقت بشكل صادم على كوكب "ميلر"، حيث تعادل الدقائق فيه سنوات على الأرض. يُشكل هذا التأثير المرعب للنسبية أحد أقسى جوانب الفيلم، فهو يجسد صراعًا إنسانيًا عميقًا بين السعي للنجاة والفناء. وهذا ما جسده ببراعة بطل الفيلم كوبر، الذي يجد نفسه في رحلة للبحث عن الحياة، مقابل التخلي عن كل ما يحب. يناقش الفيلم بعمق فلسفة الروابط البشرية وقوة الحب كعنصر أساسي للنجاة. تتجلى هذه الفكرة في العلاقة بين كوبر وابنته ميرف، التي تعتبر من أنقى وأصدق العلاقات في تاريخ السينما. ورغم عنادها الظاهري، كان هذا العناد نابعًا من حبها العميق لوالدها وخوفها من الهجر بعد اختفائه المفاجئ. في المقابل، يمثل الابن توم الجانب الآخر من هذه المشاعر، حيث يدفن غضبه وألمه، ليُخرجه لاحقًا على شكل تمرد لا يهدأ إلا بعناق أخته. كما أن شخصية براندي تمثل قناعة مطلقة بأن "الحب" هو الطريق الوحيد للحياة، وهو ما يجعلها على النقيض من كوبر الذي كان يحكم عقله بالمنطق فقط، مما قاده إلى اتخاذ أسوأ القرارات، مثل قرار النزول على كوكب الدكتور "مان" الخائن. أبدع الممثلون في تقديم شخصياتهم المعقدة. فقد قدم ماثيو ماكونهي أداءً ساحقًا في دور كوبر، كما كانت آن هاثاواي مدهشة في دور براندي. أما شخصية دونالد، فقدمت حوارات عميقة ومؤثرة، كان أبرزها مقولته الشهيرة عن رحلة البشرية من النظر إلى النجوم إلى النظر إلى التراب، وهي جملة تلخص رحلة الفيلم بأكمله. في المقابل، شكلت شخصية الدكتور مان النقيض تمامًا، حيث ظهر كشرير ضيق الأفق غلبت عليه النرجسية والجشع، ليقدم للجمهور صورة للغدر الذي دفع ثمنه بموت "كلب" كما وُصف في الفيلم. يُعد Interstellar من إبداعات المخرج نولان الذي أثبت مجددًا أنه عبقري في استخدام الصورة والموسيقى. فبفضل موسيقى هانز زيمر الساحرة وزوايا التصوير المتقنة، ينتقل المشاهد إلى أعماق الفضاء، ليشعر وكأنه جزء من هذه الرحلة الملحمية.